قلعة طوريس هي قلعة عسكرية من خمسة أبراج تطل على أمواج البحر الأبيض المتوسط يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر حيث دخلها الإسبان سنة 1563م بعد تشييدها من طرف البرتغاليين إبان حكم دون مانويل سنة 1439م, وذلك بعد ضعف وسقوط الدولة المرينية واحتلال الشواطئ المغربية. وهي تحفة معمارية غنية تمزج بين التراث المعماري المغربي الأصيل والتراث المعماري البرتغالي.
القلعة تتضمن خمسة أبراج مستديرة مشيدة بمواد غير متجانسة تتكون أساسا من الحجارة والحصى والجير, وتعرف تقنية البناء هاته في العمارة العسكرية ب"الطابيه Tabiya" سواء في بلاد الأندلس أو في المغرب الأقصى حيث يؤدي إستخدام هذه التقنية إلى تقوية الأبراج وتماسك عناصرها الأساسية وتصير بالتالي قادرة على القيام بدورها على النحو المطلوب.
لكن العلم الحديث مؤخرا أثبت بأن الأبراج تعود إلى الفترة الإسلامية نظرا لطريقة البناء التي تميزها "الطابيه" ويرجح أن تاريخها يعود إلى فترة الموحدين أو المرينيين.
تبقى أبراج طوريس معلمة أثرية قديمة تشكل دعامة قوية في التعريف بمجال دعامة قوية في التعريف بمجال المنطقة قديما وقراءة الجذور التاريخية لمختلف الأحداث التي شهدتها على ممر التاريخ.
هذا التراث المعماري إلى جانب المآثر الأخرى التي سنذكرها لاحقا هي شواهد على ما عرفته المنطقة من تدافع بين مختلف الدول وشاهد كذلك على أهمية هذا الموقع الإستراتيجي للمنطقة, إذن فهو تراث مشترك وآثار تاريخية تمثل الذاكرة الحية للسكان المحليين, وأساس المشروع المستقبلي للنهوض بالمنطقة, لإنجاز مشروع تنموي يساهم في رقيها وازدهارها.
بقلم: شريف الشرشاوي
جريدة: تاركٌيست24
جريدة: تاركٌيست24
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق